يهدف هذا الكتاب إلى طرح مسألة التحولات في المدن الصحراوية الجزائرية، و التي حيث أصبحت هذه مجالا لعمرانيات جديدة تعيد تشكيل الروابط الاجتماعية، تخترقها توترات ضمن سياقات اجتماعية محلية، أو تنافسات جهوية أو حتى عالمية. إنّ مجتمع هذه المدن يتجه أكثر فأكثر نحو اللاتجانس (بأصول جغرافية مختلفة، وبملامح اجتماعية متعددة)، و لكي نفهم هذه العمرانيات الجديدة في مدن الصحراء، لابد من الولوج بقدم ثابتة في دراسة المعيش الحضري الصحراوي، لفهم التوترات والتوزيعات المجالية التي تعبّر عنها المجموعات والأفراد، الذين يقطنون أو يمرون بالمدينة، والذين يصنعون المدينة ويجددون روابطها بالعالم الخارجي يوما بعد يوم. و اعتمادا على الأعمال التي أنجزت في السنوات الأخيرة حول مدن الصحراء كنقطة ارتكاز، أراد المؤلفون الوقوف أيضا على الأبحاث التي هي في طور الإنجاز، والتفكير حول أفق البحث الممكنة، ومسائلة حقول التخصصات التي تهتم بالمدينة الصحراوية، لتقديم مقارباتها المتقاطعة حول ذلك.